ذكراك ضل في الأعمـاق يرتسم
حتى غدت به الأعضاء تــلتحـمُ
فلا خلاف إذا الأشلاء قد دمجت
فالروح روحٌٍ وبالأجسام نـقـتسمُ
أنت الصديق الذي للحزن يُنسني
بل أنت بلسم به الآلام تـلتئــمُ
أنت الذي من كنوز العـز تسقيني
كأس الوفاءِ بماء الطيب والكــرمُ
أنت الذي من أولى الألباب احسبه
محبب الطبع بالأخــلاق ملــتزمُ
إن كان حقاً على الآلاء نذكـرها
فإنني من خطاك اليوم أغتنــــمُ
يا من إذا غاب عني حين اذكـره
تساقُط الدمع بالخدين يــزدحـمُ
تكاد عيني من الذكرى تؤرقـني
يجتاحها الحزن ويرثي حالهـا القلمُ
ويصدر القلب أصوات مـدويةٌ
شعــارها لم نعد بالصـبر نلتزم
يا ساكنا في فؤادي وفي خلـدي
هل من سبيل لعل الشمـل يلتئمُ؟
هل من سبيل إلى لقيا توحــدنا
أم أن هذا كمن يطلـب الـعدمُ ؟
إن الظلام وإن طالت مـسيرتـه
حتماً على الصبح أن يأتي ويقتحمُ
فيذهب البعد والأجفــان تنظره
ويمكث الأنس للأحزان يلتهـمُ
مع تحياتي: خشومي